صالح الأسمري
اسم المصنف | أبو مُحمَّدٍ، صالحُ بنُ مُحمَّدٍ بنِ حسنٍ آلُ عُمَيِّرٍ، الأسمريُّ، القحْطانيُّ |
تاريخ الوفاة | معاصر |
ترجمة المصنف |
أبو مُحمَّدٍ ، صالحُ بنُ مُحمَّدٍ بنِ حسنٍ آلُ عُمَيِّرٍ ، الأسمريُّ ، القحْطانيُّ . حفظ القرآن زمن الصِّبا ، ثم شرع في حفْظ المتون ؛ فحفظ مجموعةً من المتونِ في شتَّى الفنون . وأَخَذَ العلمَ وتلقَّاه على يدي جماعةٍ من عُلَمَاء الحرمينِ وغيرهم . الوظائِف التي تقلَّدها . 1) التَّدريس في وزارة المعارف . 2) مُعاراً لوِزارة الشؤون الإسلامية . 3) تولَّى إدارة الأوقاف والمساجد والدَّعوة والإِرشاد ببيشة . 4) التَّدريس والإفتاءِ والدَّعوة تابعاً لوِزارة الشؤون الإسلاميَّة بالمملكة العربيَّة السُّعودية - حرسها الله - لكن كمبعُوثٍ لها في دولة قطر . ((حال صالح الأسمري)) * التف حوله الدارسون إلى عام ( 1425هـ ) تقريبا ، يتلقون كتب شيخي الإسلام : ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ـ رحمهما الله ـ وغيرها من كتب أهل السنة ، وتُشرف على هذه اللقاءات بعضُ المندوبيات ، وينصح بها بعض أهل العلم . ولكنه بعد ذلك ظهرت بعض الإشارات الواضحة وغير الواضحة تارة من الأسمري وتارة من طلابه القدامى : مما انقسم معه بعضُ الدارسين والمشرفين على اللقاءات إلى متأثر وعددٌ منهم رجع عن ذلك والحمد لله ، وآخرين محايدين يستفيدون من البرنامج المنشور ودروس الأسمري في المساجد لارتباطهم بها من قديم دون الخوض في هذه الأفكار ، وعدد كبير من الطلاب في معزل عن ذلك . * وفي آخر عام ( 1426 هـ ) تفجر الوضع بين خواص طلابه ، وظهر منهج الرجل في بعض مواقعه ، وتكلم أهل العلم عن ذلك : مما حمل كثيرا من الإخوان على مقاطعة هذا الرجل ، وحمل آخرين ـ بعد توفيق الله ـ على الرجوع عن منهجه لما تبينت تفاصيله ، وهذا من لطف الله وكرمه . ولم يبق معه إلا ثلة يسيرة ، وآخرون غلوا على منهجه . وقد انحسر نشاط هذا الرجل في ثلة يسيرة ومجالات مفضوحة ، وفي نفس الوقت تبصر طلابه وغيرهم بحقيقة ما هو عليه ، وقد رأيت بعيني عددًا ممَّن درسوا عليه ، يتلقون العلم ـ الآن ـ عن علماء ثقات ، ويترددون على مجالسهم المباركة . والحمد لله الذي هدى لهذا . (( المنهج العقدي )) : يحاول الأسمري تقرير عدة أمورٍ في باب العقيدة : أولها : أن مصطلح أهل السنة والجماعة يشمل الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث ، ويعتمدون في هذا التقرير على عدة ركائز : 1- ما ذكره بعض متأخري الحنابلة في شمول مصطلح أهل السنة للأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث ( ويقصدون بأهل الحديث : مفوّضة الحنابلة ) ، كالسفاريني ، والكرمي ، وعبد الباقي المواهبي وغيرهم 2- أن شدة الخلاف الذي حصل بين الأشاعرة وغيرهم وتعدد مواطنه إنما حصل بسبب آراء ابن تيمية التي خالف بها الحنابلة وأهل الحديث ، ونسبها لأهل السنة ، وفارق بها الأشاعرة أيضاً . في حين أنهم يحصرون الخلاف بين أهل الحديث أو الحنابلة وبين الأشاعرة في مسألة جواز التأويل ، وإثبات الحرف والصوت ، والعلو ، وما عدا ذلك من مسائل الاعتقاد يقولون أنهم متفقون معهم ، على أن هذه الثلاث المسائل بعد تفصيل الكلام عنها ؛ يؤول الخلاف إلى وفاقٍ أو خلاف شكليّ لا ينبني عليه تضليل ولا تبديع 3- أن مدرسة ابن تيمية أو السلفية أو الوهابية ليسوا من أهل السنة والجماعة ، بل منهجهم هو منهج المجسّمة المتّفق على ضلالهم وخروجهم عن مسمى الطائفة الناجية ،إلا أن تجسيمهم في الغالب غير صريح ، ولذلك لا يحكم عليهم بالكفر ، بل بالضلال والبدعة . ثانيها : أن تقسيم التوحيد إلى أقسامه الثلاثة بدعةٌ أدّت بالوهابية إلى تكفير المسلمين واستحلال دماء المستغيثين بالأنبياء والأولياء والصالحين ثالثها : أن التصوف هو في حقيقته : الإحسان الذي يمثّل المرتبة العليا في الدين ، وجرى اصطلاح العلماء على تسميته بالتصوف على مرّ القرون ، فلا وجه لإنكاره من حيث التسمية ، لأنه لا مشاحّة في الاصطلاح ، كما أن ما استحدثه الصوفية من طرق ومناهج في السلوك ، وهيئاتٍ في العبادة هي من باب البدع الإضافية التي دعت إليها الحاجة ، تماماً كما استحدث العلماء طرقاً في التعليم والتأليف والتبويب والترتيب في مجال العلم ، فلا إنكار على كلا الطريقين . وعليه فالمولد ، والذكر الجماعي ، والذكر بالاسم المفرد ، والمدائح النبوية ، والطرق الصوفية ، والأذكار المستحدثة ، كلّها من البدع الإضافية الجائزة . كما أنهم يقفون مع الصوفية في مسائل التوسل بالجاه ، والتبرك بالصالحين ، وشد الرحل لزيارة القبور ، والتبرك بها ، وغير ذلك . ((المنهج الفقهي )) : - يرون وجوب التقليد لأحد المذاهب الأربعة ، وعدم الخروج عنها إلا بشروطٍ لا تتحقق في الغالب . - لا يجيزون الاجتهاد في هذا العصر إلا بشروطٍ يعلمون أنه لا يحقّقها أحدٌ . - يجيزون التنقل بين المذاهب للحاجة ، أو حتى لمطلق الترخص ، ما دام القول معتمداً في المذهب الذي انتقل إليه . - يرون أن السلفية في مسلكها الفقهي ذات منهج فوضوي مخالف للفقهاء ،خصوصاً في مسألة عدم التزام تدريس مذهب معيّن ، وفي مسألة الترجيح بين المذاهب ، وأخذ الأحكام من أدلتها لعدم أهليّة أحدٍ منهم ، لا كبار العلماء ولا طلبة العلم . - كثيرٌ من آرائهم في هذا الباب موجودةٌ في كتاب (أحكام التمذهب) لعبد الفتاح اليافعي ، وهو مطبوعٌ الآن بتقديم مصطفى الخنّ ، والعمراني !! . يحاول الأسمري في كثيرٍ من فتاويه الفقهية مخالفة المشهور عند أهل العلم عن طريق تضخيم الخلاف في المسألة أو إبراز أو تقوية القول الآخر حيث يكون كلامه أو فتواه مشهورةٌ معلنة ، وأما في مجالسة الخاصة ، فيصرّح أكثر ، ويضعّف مآخذ أهل العلم من أهل السنة في هذا العصر في المشهور من المسائل الفقهية ، ومن أهمّ فتاويه في هذا الباب : * قوله بأن تارك الصلاة لا يكفر في المذهب الحنبلي إلا إذا عرض على السيف من قبل وليّ الأمر فقط فلم يصلّ ، وما سوى ذلك فليس بكافر . * قوله بأن الوجه واليدين ليسا بعورة ، وأن هذا معتمد المذاهب الأربعة . * قوله بأنه لا يجري الربا في الأوراق النقدية ، وليس فيها زكاة ، وأن هذا معتمد المذاهب أيضاً . * قوله بجواز خروج المرأة بالبنطال المعروف . * أن الزنا لا يتحقق مع وجود عازل غليظٍ . * أن النظر المحرم لا يكون إلا في الحقيقة أما الصورة غير الحقيقية كالتلفاز أو النت أو الجريدة ونحو ذلك ، فلا يحرم إلا إذا أدى إلى الفتنة . هذه نماذج يسيرة من فتاواه ((الموقف من السلفية)) : - لا يرونهم من أهل السنة . - يصرّح الأسمري لطلابه أن التعامل معهم يقوم على ثلاث مراحل : المداهنة ، المحايدة ، المفاصلة . على الترتيب . - يركزون جهودهم في الرد والتأليف والكتابة في النت لمواجهة السلفية ، وهذا ظاهرٌ في موقع ملتقى النخبة التابع لهم . - يبني طلاب الأسمري في اليمن مسجداً في صنعاء - شارع المطار على نفقة بعض أهل الخير من قطر ، وهم في المراحل الأخيرة منه . - يعتزمون إقامة مؤسسة علمية في صنعاء ، يعملون من خلالها على نشر أفكارهم ودعوتهم ، ويرأسها اليافعي . - لعبد الفتاح اليافعي علاقة حميمة بعمر بن حفيظ ، وتواصل كبير معه ، وعن طريقه تمّ التواصل مع علي الجفري لدعم المؤسسة وتبنيها . - يركزون في اليمن على طلاب جامعة الإيمان خاصةً لنشر أفكارهم ، وعرض دعوتهم . - يستخدمون التورية بشكلٍ كبيرٍ جداً عند الكلام مع الآخرين في هذه القضايا . - يعملون على نشر كتب سعيد فودة التي يتناول فيها السلفية ، وابن تيمية ، خصوصاً كتابة الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية . - يظهرون للناس في كثيرٍ من خطاباتهم الدعوة إلى التسامح والتعايش وفهم الآخر واحترام آراء المخالفين ، ونشر الكتب والمقالات والفتاوى التي ترى أن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة ، وغرضهم في ذلك تهوين أخطاء أهل البدع وضلالاتهم ، وتوطين طلاب العلم السلفيين على قبول التصوف والتمشعر ، أو حتى الإغضاء عن الكلام فيهم ، في حين أنهم يتعاملون مع السلفية على النقيض من ذلك تماماً ، فهم لا يقبلون أن يكون السلفيون من أهل السنة والجماعة ، ويعملون ليل نهار على التحذير منهم ، ونشر الكتب التي ترد عليهم ، ويتكلمون على علمائهم في المجالس الخاصة بالتحقير والتنقيص ، بل والتضليل والتبديع . لهم منهجية في مواجهة السلفية تقوم على عدة ركائز : الأولى : التركيز على المسائل الخلافية التي يتبنّى السلفيون أحد الأقوال فيها ، ومن ثَمّ تقوية أقوال المخالفين ، وسرد أدلتهم ، وتضخيم المخالف ، وأن السلفية في كثيرٍ من تلك المسائل مخالفة لجمهور العلماء والفقهاء ، وغرضهم من ذلك ما يعبرون عنه بــ : زعزعة المنهج السلفي ، حيث يذكرون في مقدمة كتبهم أنهم جمعوا مئات الأقوال ، أو مئات الآثار ، أو مئات العلماء ، وهكذا.. ويستخدمون ما يدعونه من أنه قول ( جمهور العلماء ) في معظم المسائل التي يرونها وسيلةً لإرهاب بعض طلبة العلم ، أو اقتناصاً لهم . كما أنهم يصوّرون لصغار طلبة العلم أن الأشاعرة هم علماء الأمة ، وأهل الحديث والتفسير والفقه ...الخ، وأن معظم الأمة على المذهب الأشعري ، ونحو تلك الدعاوي التي يتخذونها تكأةً لبث أفكارهم . الثانية : إسقاط الرموز ، وهي المرحلة الثانية عندهم ، وأهم الرموز : ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ، فيهتمون بذكر الفتنة التي حصلت بين ابن تيمية وأشاعرة عصره ، ويعدّدون من كفّره أو ضلّله ، وينشرون الكتب التي تطعن فيه أو ترد عليه ، ويصورون موقفه بأنه سبب الفتن والخلافات بين الفرق الإسلامية...الخ . كما أنهم يضربون على وتر الحروب التي قامت في عهد محمد بن عبد الوهاب ، وآثارها ، وكلام العلماء فيها ، وينشرون الكتب المهتمة بالرد عليه ، خصوصاً كتاب (داعية وليس نبياً) لحسن فرحان المالكي . وللعلم فإنهم لا يقتصرون على الكلام في ابن تيمية ، وابن عبد الوهاب ونحوهم ، بل يتعدون إلى متقدمي السلف وأهل الحديث ، أمثال الإمام الدارمي ، وابن خزيمة ، والسجزي ، والهروي ، وغيرهم ، كما يشكّكون في كثيرٍ من النقولات الواردة عن السلف التي فيها رد صريح على معتقداتهم ، كالنقول الواردة عن يزيد بن هارون ، والإمام أحمد وككتاب الصفات للدارقطني ، والنزول له ، والرؤية , والرد على الجهمية للإمام أحمد وغير ذلك . الثالثة : إقناع المستمع أن السلفية خلف المجسمة ، وأن التجسيم لازمٌ لمذهبهم مهما تبرءوا منه ، وأنهم ثلة قليلة انتشرت بالمال ، في حين ضعف دعوة أهل الحق ، وأن السلامة في مذهب جمهور الأمة الأشاعرة ويركزون على تبني التفويض لا التأويل ، لنفور الكثير من التأويل في الوقت الذي هم يجيزون فيه التأويل ، ويعترفون أنه أضبط وأحكم . وقد رد عليه الشيخ بدر العتيبي في كتابه تنبيه الممتري في فساد عقيدة الجاهل المفتري صالح الأسمري, دار المعراج, الطبعة الأولى 1430, وقد قرأه الشيخ العلامة المحدث عبد المحسن العباد وأيده. (ما سبق ملتقط من مشاركات في ملتقى أهل الحديث) |
كتب المصنف بالموقع |