حمدان بن عثمان خوجة: كاتب سياسي، من رواد الحركة الوطنية الجزائرية. ولد بمدينة الجزائر. وبها نشأ وتعلم. درس القانون على أبيه، ثم قام مقامه، بعد وفاته، وأصبح أستاذا في الحقوق المدنية والقوانين الإسلامية. وفي سنة 1784م صحب خاله في زيارة لأهم مدن البلقان والقسطنطينية وغيرها. وفي سنة 1820 زار فرنسا وتعلم اللغة الفرنسية. وبعد الاحتلال الفرنسي للجزائر، وعدم وفاء الفرنسيين بالشروط التي اشترطتها الحكومة التركية عليهم قبل أن تسلم لهم البلاد، نظم الجزائريون بزعامة حمدان أول حزب وطني سياسي عرف بلجنة المغاربة أو حزب المقاومة، فقارع حمدان الاستعمار الفرنسي بقلمه ولسانه، فنفاه الفرنسيون من الجزائر، فكان أول عربي مسلم يطرد من وطنه من قبل دولة أجنبية من أجل قضية وطنية. وبعد أن أقام مدة قصيرة في فرنسا (1833 - 1836م) سافر إلى القسطنطينية حيث اشتغل بالتأليف والترجمة، والتحرير لجريدة «تقويم وقائع» إلى حين وفاته.
من آثاره «المرآة» فرغ من تأليفه سنة 1833م، و «إتحاف المنصفين والأدباء في الاحتراس عن الوباء». و «حكمة العارف بوجه ينفع لمسألة ليس في الإمكان أبدع» رسالة، شرح فيها قول الإمام الغزالي «ليس في الإمكان أبدع مما كان» فرغ منها سنة 1252هـ (1837 م). و «ستار الاتحاف» وهي ترجمة تركية لرسالة «الإتحاف» السابقة، وغير ذلك. وللدكتور محمد بن عبد الكريم كتاب «حمدان بن عثمان خوجه الجزائري ومذكراته» كما قام الدكتور بن عبد الكريم بنقل كتاب المرآة إلى العربية، وبتحقيق رسالة إتحاف المنصفين.