أحد كبار علماء الحديث المعاصرين، وُلد في منتصف شهر رجب سنة 1336هـ - 1917م، في مدينة حلب الشهباء بسوريا لأسرة تحترف صناعة المنسوجات، تلقى علومه حتى المرحلة الثانوية بسوريا ثم انتقل إلى الأزهر بالقاهرة للدراسة في كلية الشريعة، وظل بها حتى سنة 1950م، وبعدها عاد لسوريا حيث عمل مدرسًا بحلب ثم بكلية الشريعة بجامعة دمشق، ثم بكلية الشريعة بالرياض، وقد تبوأ مناصب علمية رفيعة وساهم في وضع مناهج العديد من المعاهد والكليات الشرعية.
قام أبو غدة برحلة علمية واسعة على عادة المحدثين، فزار مصر والحجاز وبلاد الشام كلها وبلاد الهند حيث قضى فترة كبيرة هناك، وكان له عناية خاصة وكبيرة بالإنتاج العلمي في مجال الحديث النبوي لعلماء الهند، وأقام بمدينة «لكنؤ» فترة طويلة، وحقق الكثير من الكتب العلمية لأهل الهند، وألف حوالي مائة كتاب معظمها في خدمة الحديث النبوي.
كان أبو غدة من أتباع المذهب الحنفي ومن المتشددين لأبي حنيفة والأحناف وله في ذلك مواقف كثيرة أورثته عداوة مع بعض معاصريه وعلى رأسهم العلاّمة الألباني رحمه الله. ولأبي غدة العديد من الكتب التي حققها في المذهب الحنفي، كما كان لأبي غدة نشاط قوي في مجال الدعوة، وله صبر عجيب على المطالعة والمدارسة على الرغم من فقده لإحدى عينيه وإحدى أذنيه، ولأبي غدة فضل كبير في الكشف عن التراث العظيم الذي تركه ثلاثة من كبار علماء الحديث في بلاد الهند وهم: الإمام محمد بن عبد الحي اللكنوي، والإمام أحمد العثماني التهانوي والإمام محمد أنور الكشميري الذين تركوا مكتبة عظيمة في علم الحديث، أخرجها لنا أبو غدة رحمه الله.
وقد توفي في 9 شوال سنة 1417هـ - 16 فبراير 1997م بمدينة الرياض وحُمل إلى المدينة حسب رغبته ودفن في البقيع بعد أن ناهز الثمانين رحمه الله.