عز الدين إسماعيل
اسم المصنف | عز الدين إسماعيل |
تاريخ الوفاة | 1428 |
ترجمة المصنف |
عز الدين إسماعيل (1929 - 2 فبراير 2007) رئيس هيئة الكتاب من 1982- 1985, ثم أمين عام المجلس الأعلي للثقافة عام1948, ورئيس أكاديمية الفنون من 1985 - 1989 ومؤسس مجلة فصول النقدية المتخصصة, التي تبنت الاتجاهات الحديثة في النقد، ومؤسس مجلات: إبداع 1983, وعالم الكتاب 1984، والقاهرة 1985. وهو أستاذ الجامعة المنقطع لعمله, والناقد الذي ترك للحياة النقدية العربية, اثنين و عشرين كتابا تعد مراجع في مجالها, والمترجم الذي انتبه مبكرا لـدوسوسير فترجم كتاب جوناثان كيلر: فرديناند دوسوسير, دراسة في نشأة الألسنية وعلم العلامات وتطورها في الفكر الحديث فضلا عن خمسة أعمال إبداعية, صدر آخرها هوامش في القلب. عز الدين إسماعيل الذي أسس معرض القاهرة للكتاب بشكله الحالي في عام1985, فور أن ترك منصبه لم يدع إليه ولو مرة واحدة, وكان كل هذا والحياة الثقافية المصرية تسير في طريق آخر الآن. فمنذ عام1989, وهو العام الذي ترك فيه كل مناصبه الرسمية بخروجه إلي المعاش, وعلي إثر خلاف مع وزير الثقافة الحالي فاروق حسني، حتي إن الوزير لم يجدد له رئاسته لأكاديمية الفنون وتركها في منتصف العام الدراسي، خلافا لكل الأعراف, فقد جرت العادة أن المسئول الذي تنتهي مسئوليته في منتصف العام الدراسي يجدد له إلي نهاية العام, وهو الأمر الذي لم يحدث مع عزالدين إسماعيل, وترك الأكاديمية في منتصف العام1989, منذ هذا التاريخ اعتزل الرجل الحياة الثقافية المصرية الرسمية, وانقطع لعمله النقدي الذي توج بكتاب أخير بعنوان كل الطرق تؤدي إلي الشعر, صدر في يناير الماضي, واستطاع منفردا أن يقيم نشاطا ثقافيا موازيا يساوي إن لم يفق نشاط وزارة الثقافة, وتمثل ذلك في مشروعين كبيرين هما: الجمعية المصرية للنقد الأدبي, والمؤتمر الدولي للنقد الأدبي, الذي استضاف فيه أسماء نقدية عالمية كبيرة, وعقدت منه حتي الآن أربع دورات, الأخيرة كانت في نوفمبر 2006 د. محمد بدوي, واحد من تلاميذ د. عز الدين إسماعيل, عندما سألته عن سبب اعتزاله للحياة الثقافية قال إنه لم يستطع فهم هذا الموقف, خصوصا أن د. عز الدين إسماعيل كان يشغل مناصب مهمة في وزارة الثقافة, وفي محاولة للتفسير, ربما هناك ما جري ولم نعرفه, وآثر أن يكتمه الراحل في قلبه ولا يبوح به لأحد, لكن الأسباب الحقيقية لم يطلع عليها أحد حتي الآن, وربما أيضا هذا ما دفعه لإقامة نشاط مواز لنشاطات وزارة الثقافة, حيث كان تصوره للعمل الثقافي يختلف كثيرا عما هو سائد الآن, ومن خلال معرفتي به, يضيف د. بدوي, فهذا ليس غريبا عليه, فقد كان يمتلك دأبا وإصرارا علي العمل بشكل مذهل, فضلا عن حسه الإنساني النادر, وقد تجلي معي ذلك بشكل شخصي, فوقت تسجيلي للماجستير كان قد تم نقل جميع أساتذتي من كلية الآداب في حملة السادات الشهيرة, فوقعت في حيرة شديدة, وعرضت الأمر علي د. عزالدين إسماعيل, الذي كنت أعمل معه سكرتيرا لتحرير مجلة فصول, وطلبت منه أن أسجل معه الماجستير فوافق علي الفور, واشترطت عليه أنه إذا عاد أساتذتي إلي مواقعهم فسأعود إليهم, فوافق أيضا, فهو من القليلين أمثال شكري عياد, ومصطفي ناصف, وسهير القلماوي الذين يمتلكون تكوينا وتدريبا علميا في التراث العربي, والثقافة الحديثة في وقت واحد, وهي المدرسة التي أسسها الكبيران أمين الخولي وطه حسين, وهي مدرسة الجمع بين الثقافتين العربية والغربية بعمق. سبب آخر لاعتزاله الحياة الثقافية يضيفه د. عبدالناصر حسن, أحد تلاميذ ورفاق د. عز الدين إسماعيل, وهو أنه لا يحب الشهرة, أما خلافه مع وزارة الثقافة فأرجوك لا أريد الحديث في هذا الأمر, لأن الراحل الكبير احتفظ بالأمر لنفسه ولم يشأ أن يدخل معارك مع أحد تصرفه عن عمله الأساسي, فقد كان متجردا وعلمنا كيف نحترم طلابنا وعملنا, وكان نشيطا إلي درجة تصعب معها مجاراته, وعن مصير الجمعية المصرية للنقد الأدبي والمؤتمر الدولي للنقد, والراحل كان رئيسهما يقول د. عبدالناصر حسن: إن عزالدين إسماعيل ربي في تلاميذه الوفاء وهم ليسوا بالقليلين, وقد عزم الجميع علي أن تمضي الجمعية في طريقها متمثلة خطي مؤسسها, وأن تتسع آفاقها كما كان يتمني, وسيقام المؤتمر في موعده كل ثلاث سنوات, كما كان يريد, وسنمضي في إعداد برامج الجمعية السنوية من المحاضرات والندوات التي تناقش الثقافة المصرية والإبداع العربي الذي يصدر في الفترات الأخيرة سائرين علي دربه مترسمين خطاه. آملين أن نملأ بعض الفراغ الذي تركه. وعن مجلة محاور نقدية التي أسسها د. عز الدين إسماعيل وصدر منها حتي الآن ثلاثة أعداد يقول الناشر محمد حامد راضي: إن د. عزالدين إسماعيل شرح لي فكرة المجلة, وهو أستاذي الذي دفعني وشجعني علي الدخول في عالم النشر, فوافقت علي الفكرة دون تردد, لأنني أعلم أن الراحل كان مؤسسة وحده, وأراد تأسيس مجلة تعني بالنقد الجاد وترسخ له, وهو في هذا المجال أستاذ عظيم, علمنا كيفية العمل علي المراجع, بالإضافة إلي رقته الإنسانية, وحيائه المفرط, أما ما يردده البعض عن حدته, فلأنه كان جادا لا يعرف العمل الناقص أو المتعجل, أو يرتضي أنصاف الحلول. الجانب الإنساني واحد من تلاميذه هو د. عبدالناصر هلال, الذي يذكر له أنه كان يؤمن بالجديد في العلم, ويؤمن بالإنسانية الجديدة غير المتحجرة, الإنسانية التي تهزم أمام دمعة طفل, وأمام أحلام البسطاء, هكذا كان يتحرك ويتعامل مع تلاميذه, ثم مع زملائه, ثم مع أقرانه من ذوي الممارسة النقدية. ويلمح د. عبدالناصر إلي مؤامرة تعرض لها د. عز الدين إسماعيل, الذي لم ينشغل به أحد في معرض الكتاب, ولما سأله عن ذلك قال له: دع الأمور تسير, وسيتضح كل شئ مستقبلا, أنا لا يعنيني من معي ومن ضدي, بالإضافة إلي أسماء كثيرة في الحركة النقدية المصرية كان من مصلحتها اعتزال د. عز للحياة الثقافية, وهو من جانبه آثر الصمت ردا علي الغوغائيين وأذناب السلطة الثقافية. الجانب العلمي الغزير الذي تميز به د. عزالدين إسماعيل يقف أمامه طويلا د. ماهر شفيق فريد, أستاذ النقد والأدب الإنجليزي في جامعة القاهرة, حيق يقول: يرتبط د. عز في ذهني دائما بالمنهج النفسي في النقد الأدبي, وذلك منذ أخرج كتابه التفسير النفسي للأدب وناقش فيه مفاهيم العصاب والنرجسية, والعبقرية, مطبقا إياها علي أعمال شكسبير ويوجين أونيل, وديستويفسكي, ونجيب محفوظ, وواصل هذه المهمة في كتابه عن قضايا الإنسان في الأدب المسرحي المعاصر. لكن د. عز الدين إسماعيل لم يتجمد عند هذه المدرسة, وإنما تطور مع الزمن فقدم من خلال مجلة فصول ـ التي أسسها ورأس تحريرها منذ عام1980 ـ الاتجاهات الحديثة في النقد كالبنيوية والأسلوبية والتفكيكية, وظل في الوقت ذاته يتابع النتاج الأدبي شعرا وقصة ومسرحا, وذلك في كتبه عن الشعر العربي المعاصر وظواهره الفنية, والأدب وفنونه, فضلا عن دراساته في الأدب العربي القديم * رسالته الرائدة عن الأسس الجمالية في النقد العربي, * كتابه عن الرؤية والفن في الشعر العباسي, * مختارات من روائع الأدب العربي, وقد صدرت في أربعة أجزاء عن المجلس الأعلي للثقافة. وهناك جانب مهم من جوانبه وهو الفنان المبدع صاحب المسرحية الشعرية: محاكمة رجل مجهول. دواوين الشعر ديواني: * دمعة للأسي دمعة للفرح, * هوامش في القلب. فضلا عن كتاباته المتناثرة في مجلة الثقافة منذ صدورها في ديسمبر عام1952, وإشرافه علي عشرات الرسائل العلمية. ورئاسته المؤتمر الدولي للنقد الأدبي, وحضوره عبر خمسين عاما في الحياة الثقافية بمحاضراته وندواته, وكونه واحدا من أبرز تلاميذ أمين الخولي مع حسين نصار وصلاح عبد الصبور, وأحمد كمال زكي, وعبد الرحمن فهمي, وشكري عياد, وفاروق خورشيد. |
كتب المصنف بالموقع |