علي الجندي
اسم المصنف | علي الجندي |
ترجمة المصنف |
أستاذ الأدب الجاهلي بجامعة القاهرة كتب أحمد الجدع: يقول الشاعر العربي: وكم رجل يعدُّ بــألف رجلٍ ... وكم رجالٍ تمرُّ بلا عداد أقول: لقد كثر في زماننا الرجال الذين «يمرون بلا عداد».... هذا إن كانوا رجالاً. وأقول أيضاً: لقد ازداد الرجال الذين يعدون في الرجال ندرةً، وذلك لتلاشي الهمم وموت النفوس! ولكن من أساتذتي الذين علموني في الجامعة، ومن ذوي الهمم العالية، أستاذ الأدب الجاهلي الدكتور علي الجندي، الذي جاء إلى جامعة بيروت العربية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة . وأنا ممن عشقوا الشعر الجاهلي، وأمعنوا في عشقه، وقرأته أولاً تلميذا في المدارس الثانوية، ثم في الجامعة، وكانت قراءة هدفها اجتياز الامتحانات، ولكن الأستاذ الذي حبب إليّ هذا الأدب وقربه إلى نفسي هو الأستاذ علي الجندي ،وذلك من خلال مؤلفاته. لقد كان أستاذنا من ذوي الهمم العالية، فهو لم يكتف بتدريس المقرر للطلاب، بل سمت به همته فوضع مخططاً واسعاً لدراسة الأدب الجاهلي، وعلى هدي هذا المخطط كان يلقي دروسه في الجامعة، وألف بناء على ما خطط عدداً من الكتب. الكتاب الأول والذي وضح فيه منهج الكتابة هو كتابه الضخم «تاريخ الأدب الجاهلي» تناول فيه كل ما يتصل بالمنهج، وهو لا يفتأ في هذا الكتاب في تقرير أهمية الأدب الجاهلي للأدب العربي . وكان منهجه أن يدرس الأدب الجاهلي من خلال شعراء القبائل، وهي وجهة نظر صائبة، ذلك لأن المجتمع الجاهلي كان مجتمعا قبلياً، وكان للقبيلة فيه سطوة عاتية على أفراده ومنهم الشعراء. ولكنه عندما بدأ بدراسة شعراء القبائل بدأ بقبيلة كندة ، وهي قبيلة قحطانية، والشعر العربي في معظمه عدناني، وربما دفعه إلى ذلك تسيد امرؤ القيس بن حجر الكندي للشعراء الجاهليين جميعاً. والكتاب الثاني: «شعر الحرب في العصر الجاهلي» وهو دراسة للأدب الجاهلي من خلال موضوعاته، وهو منهج آخر ، ولعل الدكتور أحب أن يمزج في دراسته بين منهجين... والكتاب الثالث:«الأمير الجاهلي الشاعر امرؤ القيس الكندي» والكتاب الرابع: «طرفة بن العبد البكري» وهذا منهج ثالث أضافه إلى المنهجين السابقين: دراسة الأدب الجاهلي من خلال أعلامه. والكتب الأربعة تزدان بها مكتبتي، وأرجع إليها بين الحين والآخر. ومن تأثير هذا الأستاذ الكبير عليَّ أنا، تلميذه، أني أخذت أنظر إلى الأدب الجاهلي نظره جديدة، فانفتحت آفاقه أمامي، فكتبت مقالتين عن هذا الأدب: أولاهما خصصتها للشاعر عنترة بن شداد العبسي، وركزت فيه على اسم هذا الشاعر «عنترة» وبينت أن معنى هذا الاسم : الذباب الأزرق،وربطت بين هذا الاسم وبين إجادة عنترة في وصفه للذباب إجادة لم يستطيع أن يجاريه فيها شاعر آخر حتى الآن. والمقالة الثانية خصصتها للمقدمة الغزلية وأشرت فيها إلى أن أسماء النساء في القصائد الجاهلية إنما هي رمز يعبر الشاعر من خلاله إلى الغرض المقصود في القصيدة، وضربت لذلك الأمثلة من معلقة امرئ القيس ومن بردة كعب بن زهير. كان لهذا الأستاذ الجامعي تأثيره في طلابه، وأنا أقر بتأثيره عليّ، وهو عندي من بين الأساتذة الجامعين الذين يعد الواحد منهم في ميدانه بألف رجل..... وأكثر. |
كتب المصنف بالموقع |